روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | لعل عيدنا.. يكون عيدين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > لعل عيدنا.. يكون عيدين


  لعل عيدنا.. يكون عيدين
     عدد مرات المشاهدة: 2784        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..

عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيدُ

بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

عيدنا جميل .. وفرحنا لا يوصف .. كيف لا والبهجة تعلوا وجوهنا والسرور يخالط قلوبنا إنه فرح بنعمة الله علينا أن أكملنا عبادتنا وأدينا فريضتنا فله الحمد في الأولي والآخرة.

وقد فرح صلى الله عليه وسلم بالعيد وأمر أن نفرح به فعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعث قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ - وذلك في يوم عيد - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبابكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا (رواه البخاري ومسلم).

يصور لنا هذا الموقف كيف كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع العيد..

إن العيد عندنا يوم فرح وبشر؛ فيه تلهوا نساءنا؛ وأطفالنا يجتمعون فيضحكون ويلعبون؛ تمتد إليهم أيدينا بل وأيدي أقاربنا وجيراننا بالريالات الجديدة عفوا..! هذا في زمن مضى أما اليوم بالعشرات والمئات من الريالات وتذهب كلها في يوم العيد إن لم تذهب في ساعات الصباح الأولى فلله الحمد والفضل على ذلك كله.

عذرا.. إن إخوة لنا يعيشون العيد ليس كما نعيشه.. ويجتمعون فيه ليس كاجتماعاتنا.. وينظرون إلى أطفالهم ليس كنظرتنا لأطفالنا.. فهل يا ترى..! هم يفرحون..! هم يضحكون..! ام يتألمون؟؟
ربما يفرحون بالعيد لأنهم مسلمون وهذا واجب عليهم وإن كانوا يكتمون الحزن والهم في داخل قلوبهم؛ وربما يضحكون لكي لا يبكون أطفالهم.

يا ترى أي عيد هم يعيشون وهم جياع عراة مرضى ..؟ الموت بين أعينهم.. يزورهم كل يوم ربما عرفوا من سيأخذ منهم قبل مجيئه - رحماك يارب أي حياة يعيشون - بل ربما استعدوا له وتهيأوا فجهزوا له كفنه وحفروا له قبره في يوم العيد نعم في يوم الفرح والسرور في يوم اجتماع الأحبة والقريبين في يوم التكبير والتهليل.

اختلط عندهم الفرح بالبكاء والسعادة بالحزن والراحة بالتعب رفعوا أكف الضراعة لخالقها ودموع الحاجة لمجريها وسألوا الله الرحمة والنجاة.

لقد حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من أن حوالى نصف مليون طفل في شرق أفريقيا مهددون بالموت جوعا بسبب كارثة الجفاف في منطقة القرن الأفريقي.

موضحة أن إجمالي أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية يصل إلى مليوني طفل، محذرة من أن الوضع سيزداد سوءا مع بداية العام 2012 إذا لم يطرأ أي تحسن سريع على هذه المساعدات.
أين نحن منهم وقد ورد عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ: «ما آمن مَنْ بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم»

إنّ من يعلم بجوع جاره وهو شبعان فلا يحركه حال جاره إلى المساعدة والسعي في إشباعه فليس بالمؤمن الحقيقي، لأن مقتضى الإيمان القويّ أن يحب المؤمن لأخيه المؤمن من الخير ما يُحبه لنفسه. بل إن المؤمن يحب الخير ويسعى بالخير لكل الناس لعمق المشاعر الإنسانية فيه ولاتّسام تعاليم الإسلام بالإنسانية الراقية.

ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواهُ الترمذيُّ : (الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ).

إنها الرحمه التي جعلها الله في قلوب العباد. أين هي من رحمة إخواننا في الصومال الذين يعانون المجاعة القاسية والبلاء الكبير.؟ نريد هذه الرحمة أيها المسلمون؛ نريد أن يأكلون كما نأكل ويعيشون كما نعيش بحق لا إله إلا الله التي تجمعنا يوم القيامة وتربطنا في الدنيا أن لا نترك إخواننا لعصابات التنصير وتجار الأعراض.

إخواننا يموتون جوعا ونحن نبيت شبعانين وقد ورد في الحديث (ان اكثر الناس شبعا في الدنيا اكثرهم جوعا يوم القيامة) صححه الالباني.

نعوذ بالله من الشبع الذي يقودنا إلى الجوع يوم القيامة.

والله لو شعرنا بالجسد الواحد نحن وإخواننا في الصومال لما شبعنا ولما اشتهت أنفسنا الأكل حتى نطمأن عليهم ونعيش وإياهم سويا كالجسد الواحد.

يقول صلى الله عليه وسلم:

(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى).

أحبائي لعل عيدنا يكون عيدين وذلك :

1- بالدعاء لهم ورفع أكف الضراعة والانطراح بين يدي الله وتحري أوقات الاستجابة بأن يرفع عنهم البؤس والفقر والجوع وأن يغيثهم بالأمطار ويحيي أرضهم بالماء الذي فقدوه ثلاث سنوت متتالية فاعلم إن فعلت ذلك عشت العيد مع إخوانك.

2- بالاطلاع ومتابعة أحوالهم والتطورات الحاصلة عندهم وتتبع أخبارهم والاطمئنان على حالهم.

3- دعمهم ماديا عن طريق المنظمات والجمعيات الخيرية والجهات الرسمية المنتشرة في ربوع بلادنا سواء بالمال أو بالأكل أو باللباس ولو كان مستعملا فهم بحاجة ماسة لكل شئ.

4- الكلمة الصادقة وذلك بالكتابة عنهم وبيان حالهم ونشر كل ما يكتب عنهم.

ومن فضل الله تعالى على هذه البلاد وشعبه الحملة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسدده وقوفا وتضامنا مع إخواننا في الصومال والتي فتح للجميع المشاركة بما يستطيع فلا عذر لأحد فجزاه الله خير الجزاء وكل من ساهم في ذلك ودعم.

فلنجعل عيدنا عيدين..!

الكاتب: خالد بن عبد الرحمن الحيدر